في الميزان كم من أثداء بترت.. وأشياء أخري!!
صفحة 1 من اصل 1
في الميزان كم من أثداء بترت.. وأشياء أخري!!
لست من هواة الإطالة في تناول موضوع بعينه, ولكنني رأيت أنه من واجبي أن أستكمل اليوم ما كنت قد تطرقت إليه في الأسبوع الماضي
من خلال تجربة طبية عايشتها بنفسي مع أمي بعد ظهور ورم غريب في صدرها, وكيف تلقفنا الأطباء وتلقفتنا المعامل بالمتناقضات في وقت بلغنا فيه ذروة التخبط.. لولا ستر الله ونعمته!!
والحقيقة أن قصة الأطباء في مصر ليست قاصرة علي أخطاء في تشخيص الأورام فحسب, وإنما تمتد إلي أكثر من ذلك, بل وربما تطول من أتفه الأشياء بيد الإهمال ما تطول فإذا بها تتحول علي تلك الأيادي إلي مأساة, وفي هذا دعني أسوق لك اليوم مثالين آخرين من أمثلة الاستخفاف الطبي الذي نحيا في رحابه:
بئس المفاضلة!!
فوجئت في الواحدة والنصف صباحا تقريبا باتصال علي تليفوني المحمول من أحد الزملاء بأحد الأقسام التنفيذية بجريدة الأهرام, فيما لم أعتاد منه الاتصال في هذا التوقيت من ذي قبل وإن تربطني به علاقة طيبة منذ سنوات, فلما أجبت طالبي لهفة لمعرفة سبب اتصاله في هذا التوقيت, بادرني الرجل بسؤال عما إذا كانت لي علاقة مباشرة بطبيب عظام شهير اسمه( فلان الفلاني) تعجبت من سؤاله!! فبادرني بأن زميلا له ـ ولي بالتالي ـ قد تعرض لحادث تصادم وأنه محجوز بأحد المستشفيات العامة; وأن الطبيب هناك قد قرر أن يبتر ساق الزميل خلال سويعات قليلة لإنقاذ حياته!!
ولما كان الطبيب الشهير موضوع سؤال الاتصال يترأس الطبيب السهران بهذا المستشفي, فقد راح زميلي يتصل بمن قد يتوسم فيهم علاقة( ما) بذاك الطبيب الشهير لعله يتدخل فيوقف هذه المهزلة.. وكنت أنا واحدا ممن توسم فيهم ذلك!!
هدأت من روع الزميل وأخبرته بأنني ـ ولحسن الطالع ـ علي معرفة لا بأس بها بزوجة شقيق هذا الطبيب, وأنني سأحاول الاتصال بها فورا لعلها تستطيع الاتصال به.. وقد كان, حيث شرعت أتصل بها في هذا الوقت المتأخر وعذري أنني أحاول انقاذ حياة انسان, وقد كانت السيدة عند حسن ظني بها فعلا; إذ تجاوبت مع الموقف ثم طلبت مني الانتظار لحين اتمام الاتصال.
مرت دقائق كالساعات حتي وجدتها تتصل بي وتخبرني بأنها نجحت في الاتصال به; وأن الطبيب الشهير سوف يتصل بالمستشفي فورا لمعرفة الأسباب الطبية وراء هذا القرار.
ولم يكن أمامي أنا وزميلي حينئذ سوي انتظار النتائج في الصباح!!
تنفس الصبح الصعداء, ووجدت الوقت مناسبا لمعاودة الاتصال بزميلي لعله يأتيني بالخبر اليقين, فكانت أكبر مفاجأة: إذ أبلغني الزميل أن الاتصال قد تم بالفعل بين الطبيب الشهير والمستشفي وأنهم قد اتخذوا قرارا بالاكتفاء ببتر صابع واحد( فقط) بالقدم بدلا من بتر الساق كلها!!
أي تهريج هذا وأي استخفاف بمصائر الناس, وأي علم هذا الذي يساوي بين ساق بأكملها واصبع واحد.. بئس المفاضلة وبئس القرار!!
قرد داروين يستيقظ!!
تعرضت شخصيا منذ سنوات ومع فرط التدخين لضربات قلبية متسارعة ذهبت علي آثرها لطبيب شهير متخصص في القلب, فكتب لي الرجل دواء اقترح أن استمر عليه لفترة من أجل تنظيم هذه الضربات, ولما كان أن زار عائلتي طبيبا مصريا عاد لتوه( فجأة) بعد سنوات قضاها في الولايات المتحدة مارس خلالها ذات التخصص( القلب), كان أن' انسحبت من لساني' فقصصت له ما تعرضت إليه, فتعجب الرجل من الدواء وطلب مني أن أزوره في عيادته لإجراء بعض الفحوصات.
وهناك, وبعد أن انتهي الطبيب من الفحص بادرني الرجل بعبارة لن أنساها طيلة حياتي حين قال' أنت الآن كمن أراد أن يقتل ذبابة فقرر أن يستخدم مدفع دبابة'!! تعجبت من المثال فسألته عن السبب فقال' إن مشكلتك لا تكمن في القلب بالمرة أو ضرباته, وإنما هي تكمن ـ كمعظم المصريين ـ في( الجهاز الهضمي), وتحديدا في( فم المعدة); ولذا فسوف أكتب لك دواء ستستمر عليه لمدة( شهرين متتاليين), ثم تنساه بعد ذلك وتنسي الضربات المتسارعة نهائيا'!!
شكرت الطبيب علي موفور علمه, فاشتريت الدواء وتناولت منه قرصا في الصباح ثم ذهبت كالعادة إلي العمل.
وهناك لاحظت أن شعورا غريبا جدا قد بدأ ينتابني, إذ بدأت أشعر برغبة عارمة في'التشقلب' ولعدة مرات وليس لمرة واحدة!!
رحت أتجاهل الفكرة وإن ألحت الفكرة علي, فقررت أن أعود إلي منزلي إيثارا للسلامة.
ثم كان وأنا أقترب من سلم النزول للخروج من المبني أن انتابني شعور آخر أكثر غرابة حيث انتابني شعور قوي بالرغبة في التزلج من فوق درابزين السلم كالأطفال!!
قاومت هذا الاحساس الغريب أيضا حتي بلغت المنزل, وفي المنزل شعرت أن شعورا قويا جديدا أكثر غرابة قد بدأ يراودني وهو أن أمسك في النجفة المدلاة من السقف فأتأرجح بها, ولم تزل الرغبة في' الشقلبة' تلح علي أيضا!!
طردت هذه الوساوس حتي جاء الليل, فلما دلفت إلي مضجعي لم أستطع إلي النوم سبيلا أبدا; فما تكاد عيني تغفل حتي أجدني انتبهت مفزوعا كمثل من وخزه أحدهم فطير النوم من عينه, وهكذا حتي شقشق الصبح فقررت أن أذهب إلي طبيب( قلب) آخر لعله يخبرني بالسر وراء ما أنا فيه!!
وهناك سألني الطبيب:' هل تناولت عقارا معينا'؟, بادرته باسم قرص الدواء الذي تناولته البارحة من أجل علاج تقلصات فم المعدة المسببة لسرعة ضربات القلب, ابتسم الرجل وسألني' هل قرأت النشرة الطبية بداخل علبة هذا الدواء' قلت' لا' قال أرجوك أن تقرأها'!!
عدت إلي المنزل متلهفا ففتحت العلبة وقرأت النشرة فعرفت السبب: حيث قرأت فيها أن هذا الدواء لعلاج المناخوليا والشيزوفرانيا الحادة وقائمة أخري من الاضطرابات العقلية ثم يأتي في( نهاية) أسباب الاستعمال( إمكانية) علاج هذا الدواء لتقلصات فم المعدة( أيضا) والتي كنت أشكو منها أصلا حسبما رأي طبيب( القلب) رقم2!!
قرص دواء بالخطأ كان قادرا من( مرة واحدة) علي إيقاظ ذلك القرد الذي تحدث عنه داروين في كتابه' أصل الأنواع' بداخلي, قرص دواء واحد ربما يكشف السر وراء فشل هذا الطبيب في أمريكا وعودته منها نهائيا وبدون مقدمات يعوث في هذه الأرض مفسدا والاسم( قادم من أمريكا)!! ولا أعرف إلي أي شيء كان سيئول مصيري إذا ما تناولت هذا الدواء الخاطئ لمدة شهرين متتاليين كما وصف ذلك الطبيب, فلعلني كنت سأجد نفسي اليوم هائما علي وجهي أجوب الشوارع والأزقة مرتديا بيجامة أحكي قصة' الأمير محمود والأميرة جهاد' متنقلا بين أصفهان وبغداد!!
أحمد الله أن قرصا واحدا من هذا الدواء كان كافيا لإظهار مخاطره في التو, ولكن تري كم من دواء نتناوله بالخطأ أيضا ولا نعرف خطره المباشر إلا بعد' خراب مالطة'؟!
الله يخرب بيوتكم!!
hima- المـديـر العـــام
- مشاركات : 170
تاريخ التسجيل : 28/10/2010
العمر : 32
مواضيع مماثلة
» : ما الذى يوزن فى الميزان ؟ : ما هى الأعمال التى تثقل الميزان يوم القيامة ؟
» : ما الذى يوزن فى الميزان ؟ : ما هى الأعمال التى تثقل الميزان يوم القيامة ؟
» : ما الذى يوزن فى الميزان ؟ : ما هى الأعمال التى تثقل الميزان يوم القيامة ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى