بإخلاص وداعاً للحرس الجامعي!!

من طرف **hima** الجمعة أكتوبر 29, 2010 1:44 pm

أخيراً حسمت المحكمة الإدارية العليا أمر الحرس الجامعي وأصدرت حكمها التاريخي بالإلغاء ورفض الطعن المقدم من مجلس الوزراء ووزارتي التعليم العالي والداخلية. وهذا ليس في صالح الطلاب وأساتذة الجامعات وإنما ترسيخ لمبدأ الديمقراطية واودعت المحكمة حيثيات حكمها بالغاء الحراسة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية ومنع تواجدها داخل الحرم الجامعي ليس في جامعة القاهرة التي قام بعض اساتذتها برفع الدعوي وإنما في جميع الجامعات وعددها 19 علي مستوي الجمهورية وقالت المحكمة ان تواجد هذا النوع من الحراسة انتقاص من الاستقلال الذي كفله الدستور للحياة الجامعية ويحمل أعباء اضافية علي كاهل الداخلية وان اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات ينص علي انشاء وحدة للأمن الجامعي مهمتها حماية المنشآت وتكون تابعة لرئيس الجامعة كما ان الحرس يمثل قيداً علي حرية الاساتذة والباحثين والطلاب الذين يعتبرون ان الحرس يراقب تصرفاتهم وتحركاتهم ويتحكم في ممارستهم لأنشطتهم بالمنح أو المنع.. والحقيقة لا أري في ذلك الحكم انتقاصاً من هيبة الشرطة وهذا ما أكدته الحيثيات فالشرطة عليها عبء كبير في عمليات التأمين والحراسة وتحقيق الأمن والأمان داخل البلاد وكان الله في عون هذا الجهاز خاصة في السنوات الأخيرة حيث زادت معدلات الجريمة بشكل غير مسبوق والصحف لا تخلو يومياً من ابراز تلك الجرائم بكافة أنواعها وصورها الأمر الذي جعلنا نخشي علي أنفسنا من الوقوع ضحية في أي لحظة خاصة مع ازدياد معدل البطالة والتفكك الأسري والفوضي التي تعم كل مناحي الحياة والأهم من كل ذلك موت الضمائر لذا لم اتصور عدم رضا البعض من صدور هذا الحكم وأن البعض قد انبري للدفاع عن الأمن وكأنه مظلوم والبعض راح يمتدحه ويعدد انجازاته ومناقبه مع أن الأمر كونه حكماً عادلاً ومنصفاً تأخر طويلاً وطبعاً الذين يدافعون عن الحرس لأغراض نعلمها وليست خافية علي أحد وربما كانت السبب الرئيسي في تواجد الحرس وهو وقف أنشطة الجماعات الدينية المتطرفة والتظاهر بعد حدوث بعض المشاكل مع قيادات الجامعات والنظام نفسه من خلال رفع الشعارات وترديد الهتافات وتجنيد بعض المتشددين واستمالة الطلاب وعقد ندوات داخل الحرم الجامعي رأت فيها الدولة الخطر واحداث الفتن والبلبلة والتهييج وهذا هاجس أمني يجب الالتفات إليه ووضعه في الاعتبار ولكن وفق وجهة نظر البعض زاد تدخل الحرس الأمني في شئون الجامعات بشكل واضح وكثرت التقارير السرية ومنع المتشددين واصحاب اللحي والمنتقبات من الدخول بل والتوصية بحرمانهم من دخول الامتحانات وهذا ما جعل هيئة التدريس تقوم برفع الدعوي بالإلغاء.. وطبعاً مثل هذه التجاوزات قليلة إذا ما قورنت بمهام الحرس في تأمين المنشآت داخل الجامعات وعلي جميع الأطراف احترام كلمة القضاء والتنفيذ بسرعة دون ابطاء أو تعليق علي الاحكام خاصة ان البعض يلمح بالتأجيل لحين انشاء الأمن الخاص أو المدني والذي سيكلف ميزانية الجامعة الكثير مع ان المسألة أمنية بحتة ولا علاقة لها بتأمين المنشآت فالقيادات الجامعية تخشي من تفشي ظاهرة الجماعات بين الطلاب وان الأمن المدني لا يمكنه التعامل مع مثل هؤلاء بالشكل الذي ينبغي وهذا هو بيت القصيد وايضاً هاجس لا يمكن تجاهله من جانب الجامعة وصحيح ان هذا التصرف من جانب المتشددين نرفضه ونلفظه لأنهم جاءوا عن طريق العلم الذي اتاحته لهم الدولة وأنه لو تم ترك الحابل علي النابل بعد خروج الحرس ممكن أن تحدث كوارث وعمليات تخريب واعتقد أنه في هذه الحالة ممكن أن تتدخل الشرطة للحفاظ علي الأمن العام.
عموماً هناك ارتياح لإلغاء الحرس وأنه علي الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والاعلام والأسرة بذل الجهد لتصحيح المفاهيم المغلوطة وعدم خلط الأوراق وتأصيل روح العلم وقدسية الجامعة في نفوس الطلاب وعدم الانسياق وراء فئات ضالة هدفها التخريب والاضرار بالآخرين خاصة أنه في مرحلة الجامعة بتشكل الوعي السياسي لدي الطلاب وتتبلور المفاهيم والمبادئ والايدولوجيات ويعتقد البعض أنه يفهم كل شئ ويدركه وما يخالف أفكاره وفلسفته فهو معاد له وجاهل ومن هنا يحدث الخطأ ويقع في المحظور وفي النهاية الذي يدفع الثمن هم أولياء الأمور.
الحقيقة يقع علي عاتق رجل الأمن مهام جسام يجب الاشادة بها وهذا ما نلمسه في حياتنا اليومية بدليل أن الحكم فاجأ رؤساء الجامعات واربك الحسابات بعد استبعاد جهاز الشرطة صاحب الكفاءة والحسم للأمور ولشكهم في أداء الحرس المدني الجديد وهذا كان حوارنا خلال اجتماع للجمعية العمومية لمجلس الآباء بمدرسة التوفيقية الثانوية قبل أيام حيث تمني المدرسون وجود مثل هذا الحرس حتي ولو خارج المدارس بتخصيص فرد أمن امام كل مدرسة لتحقيق الانضباط ومنع الانفلات الحادث حالياً داخل وخارج المدارس خاصة بين الطلاب الذين ازدادت وتيرة العنف لديهم.. أتمني من قيادات الداخلية النظر بعين الاعتبار إلي هذا الاقتراح باعتبار ان المدرسة منشأة شأنها شأن أي جامعة ويمكن بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم يتم وضع كشك أمني للحراسة أمام كل مدرسة وإذا استعصي هذا الأمر وان كان ليس بالصعب تحقيقه يمكن تخصيص سيارات متحركة للشرطة تقف أو تتمركز ولو لمدة ساعة أمام كل مدرسة وفي أوقات مختلفة لأنه بمجرد مشاهدتها سيلتزم الطالب المشاغب أو العاطلون من تلقاء أنفسهم.
.. وأخيراً:
* سرعة تنفيذ حكم المحكمة بإلغاء الحرس الجامعي يريح كافة الاطراف.
* نتمني تكثيف التواجد الأمني أمام المدارس.
* هل بالقضاء علي السحابة السوداء سيختفي فيروس ملتحمة العين بالمدارس؟
* اعتراف وزير الزراعة بأن هناك 20 مفتشاً فقط يراقبون سوق المبيدات.. لا يكفي.
* بدأت أفواج ضيوف الرحمن وسط وعود بتوفير كافة وسائل الراحة لهم.. نتمني ذلك!!